دينيس موكويغي.. أيقونة إفريقية للسلام

دينيس موكويغي.. أيقونة إفريقية للسلام
دينيس موكويغي

في 21 سبتمبر من كل عام يأتي اليوم العالمي للسلام.. وفي هذا اليوم يتذكر العالم شخصيات بذلت جهودًا من أجل السلام والدفاع عنه، وفي إفريقيا يبرز اسم الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي.

تحوّل موكويغي من طبيب نساء إلى أيقونة عالمية للسلام، بعدما جعل من مهنته رسالة إنسانية سامية لمداواة جراح النساء ضحايا العنف الجنسي في مناطق النزاع.

وُلد موكويغي عام 1955 في مدينة بوكافو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ودرس الطب في بوروندي قبل أن يتخصص في أمراض النساء والتوليد في فرنسا.

سخر حياته لخدمة النساء

 منذ بداياته المهنية، أدرك حجم المعاناة التي تعيشها النساء في بلاده، فقرر أن يسخّر حياته لخدمتهن، خصوصًا في مجتمع أنهكته الحروب وأثقلته الصراعات.

في عام 1999 أسس مستشفى بانزي في بوكافو، ليكون ملاذًا للنساء الحوامل، لكنه سرعان ما تحوّل إلى مركز رئيسي لعلاج الناجيات من العنف الجنسي في شرق الكونغو.

 المستشفى لا يقدم العلاج الجسدي فقط، بل يوفر أيضًا دعمًا نفسيًا واجتماعيًا وقانونيًا، ليعيد للضحايا الأمل والقدرة على استعادة حياتهن.

رمز عالمي للصمود

جهود دينيس موكويغي لم تمر مرور الكرام، فالعالم كله التفت إلى نضاله الإنساني، ومنحته الأكاديمية الملكية السويدية عام 2018 جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع ناديا مراد، تقديرًا لجهودهما في إنهاء استخدام العنف الجنسي سلاحاً في الحروب، ومنذ ذلك الحين صار اسمه رمزًا عالميًا للشجاعة والصمود.

ورغم التهديدات المتكررة التي تعرض لها بسبب مواقفه الصريحة وانتقاداته للمتورطين في النزاعات، واصل موكويغي عمله بكل إصرار، مؤمنًا أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا باحترام كرامة الإنسان، وأن العدالة للضحايا جزء لا يتجزأ من أي عملية مصالحة وطنية أو إقليمية.

شخصية مثل دينيس موكويغي تُستحضر في يوم عالمي مثل يوم السلام، فهو ليس مجرد طبيب نساء من الكونغو، بل أيقونة إفريقية أضاءت للعالم معنى أن يتحول الألم إلى رسالة، والطب إلى جسر للسلام، والإنسانية إلى سلاح أقوى من الحرب. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية